تعريف المنهج التكنولوجي:
هو عبارة عن مجموعة المواقف التعليمية التعليمة التي يستعان في تصميمها وتنفيذها وتقويم أثرها علي المتعلمين بتكنولوجيا التربية متمثلة في الحاسب الآلي وشبكة الانترنت والكتب المبرمجة والحقائب الإلكترونية والوسائط المتعددة والفائقة وسائر أنواع التعلم القائم علي الخطو الذاتي من اجل تحقيق أهداف محددة بطريقة واضحة وسهلة القياس ويستعان في ذلك بنتائج الأبحاث المتخصصة في هذا المجال.
ولا ينظر إلي التكنولوجيا التربوية علي أنها مجرد مجموعة من الأجهزة والمعدات بل يتم تناولها بشكل يشمل جميع عناصر العملية التعليمية من معلم ومتعلم ومحتوي تعليمي وطرق تفاعل وأنشطة وخبرات وأدوات تقويم وتطوير، ويعكس هذا التعريف العلاقة التفاعلية بين الجانب البشري والجانب النظري والأجهزة والمعدات والبرامج والمواد التعليمية من اجل تحقيق مزيد من فعالية العملية التعليمية.
و من أجل الاستفادة بالتكنولوجيا في التعليم و التعلم لابد من الأخذ بمعايير اختيار مناسبة لها، و يمكن تناولها فيما يلي:
1- الحداثة:
يقصد بها مدي ملائمة التكنولوجيا المستخدمة في المناهج مع التطورات التكنولوجية الحادثة في كافة العلوم.
2- الأهمية:
هناك تكنولوجيات هامة وهناك تكنولوجيات أكثر أهمية فلابد من استخدام التكنولوجيات الأكثر أهمية في المناهج.
3- التكامل:
بين الأشكال المختلفة للتكنولوجيا عند بناء وتطوير المناهج.
4- مستويات التلاميذ وقدراتهم:
لابد من أن الخبير التكنولوجي يجب أن تتوافر لدية المعلومات الكافية حول طبيعة التلاميذ وخبراتهم في كل مستوى حتى يأتي اختيار أشكال التكنولوجيا على أساس علمي.
5- كفاءات المعلم:
أي قدراته على استخدام التكنولوجيا.
6- طبيعة المادة الدراسية:
فلكل مادة دراسية مجالها والبنية المعرفية الخاصة بها ولذلك فطبيعة المادة
الدراسية تؤثر في اختيار التكنولوجيا الملائمة لها.
7- الإمكانات المادية المتاحة:
فلابد من أن تتلاءم التكنولوجيا مع الإمكانات المادية المتاحة.
8- الإمكانات البشرية المتاحة
أسس المنهج التكنولوجي :
1- يهتم المنهج التكنولوجي بالنتاجات التعليمة
المخطط لها مسبقاً, والتي تتمثل في قوائم السلوكيات أو الأهداف النهائية ( الغائبة).
2- يعرف المتعلم بوضوح السلوكيات أو الأهداف الغائبة التي يتعين عليه تحقيقها في نهاية فترة التعلم.
3- يتدرب المتعلم منفرداً في معظم الأحيان على المهارات المتطلبة مسبقاً في نهاية فترة التعلم.
4- يتدرب المتعلم على الهدف الجديد عن طريق وسيط تعليمي ( مادة تعليمية) تقدم من خلال وسيط تكنولوجي ( جهاز, كتاب, حقيبة, معلم......)
5- يتم التعلم بالتشجيع المتتابع للمحاولات الناجحة للمتعلم في ضوء التغذية الراجعة الفرية, والتقويم البنائي المصاحب بالرجوع إلى مصادر معرفة فرعية شارحة وموجهة للمتعلم إذا أخطأ أو احتاج إلى مزيد من المعرفة.
6- لا ينتقل المتعلم من هدف إلى آخر إلا بعد وصوله إلى مستوى إتقان محدد مسبقاً.
عناصر ومكونات المنهج التكنولوجي
1- الجانب البشري : حيث أن العملية التعليمية قائمة علي وجود المعلم والمتعلم ووجود اتصال فعال بينهما
2- الجانب النظري : وهو يركز علي نظريات التعليم والتعلم الحديثة والتي تنادي بمبدأ الفروق الفردية وكذلك مبدأ التعلم حتى التمكن وكذلك مراعاة الأسس المختلفة لبناء المنهج وخاصة الأساس التكنولوجي
3- الأهداف والمحتوي والاستراتيجيات والأنشطة والخبرات وأساليب التقويم : يخاطب المنهج التكنولوجي جميع الطلاب كل حسب مستوي تحصيله وقدراته واستعداداته وذلك بفردية جميع عناصر المنهج باستخدام الحاسب الآلي والبرمجيات التعليمية عالية الجودة
4- الأجهزة والمعدات التعليمية : وهي أدوات تكنولوجيا التعليم وهي معاونة ومكملة لأدوار المعلم وليست بديلة عنه ومنها الحاسب الآلي وأجهزة الإسقاط الضوئي والسبورة الالكترونية والتليفزيون والفيديو التعليمي
خصائص المنهج التكنولوجي
1-
يعتمد علي الاتجاه السلوكي في صياغة الأهداف.
2- يغلب علي محتوي المنهج طابع البرمجة .
3- يعتمد التفاعل في الموقف التعليمي من جانب المتعلم علي فكرة المثير والاستجابة.
4- يشترط المنهج توافر متطلبات سابقة لدي المتعلم.
5- يتناول عملية التقويم بطريقة غير تقليدية.
ايجابيات المنهج التكنولوجي:
1ـ يعتمد هذا المنهج أسلوب الخطو الذاتي الذي ينتج للمتعلم الوقت الكافي للسير في تعلمه وفقاً لسرعته وقدراته الذاتية في تحقيق مستوى الإتقان المطلوب
2- يضيف حيوية علي الموقف التعليمي بشكل يجعل المتعلم في حالة تركيز وانتباه.
3- أسهمت التكنولوجيا في تحسين المنهج بدرجة كبيرة.
يكسب هذا المنهج المتعلمين كثيراً من المهارات اللازمة للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة, كمهارات استخدام الحاسب الآلي, والتعامل مع برامج الحاسب التعليمية, والكتب الإلكترونية وغيرها.
5- المرونة, واختصار زمن عملية التعلم.
سلبيات المنهج التكنولوجي :
- 1 لم ينجح التكنولوجيين بدرجة كافية في تحديد المتطلبات الأساسية اللازمة لتعلم برنامج معين وكذلك في إيجاد ترتيب هرمي للمتعلم في حالة المواد الدراسية.
2- نادر ما يسمح التعلم الفردي في المنهج التكنولوجي للمتعلمين بان يشتقوا أهدافهم الخاصة لأنها تقدم بصورة جاهزة.
3- يري بعض التربويين أن تطبيق المنهج التكنولوجي يتطلب تكاليف باهظة.
4- لم يقدم المنهج التكنولوجي إسهامات حقيقية في مساعدة المتعلمين على نقل أثر ما يتعلمونه في مادة دراسية إلى مادة أخرى, و لا إلى مواقف الحياة المختلفة.
دورة إنتاج البرمجية التعليمية:
تمر عملية إعداد البرمجيات التعليمية بعدة مراحل, قبل أن تخرج بالشكل النهائي الذي تعرض به, وقد يقوم بهذه العملية مجموعة مختلفة من الأفراد أو المعلمين ينبغي أن تتوفر لديهم خبرات ذات مواصفات محددة, وتمر عملية إنتاج البرمجية التعليمية عادة بخمس مراحل تعرف بدورة إنتاج البرمجية:
أولاً: مرحلة التحليل
1- تقدير الاحتياجات: وتمثل الدافع الحقيقي وراء تصميم وإنتاج برمجية تعليمية.
2- تحديد الأهداف العامة: وهي الغايات التي يسعى البرنامج إلى تحقيقها، حيث يتم تحويل الاحتياجات التعليمية للطلاب إلى أهداف عامة للبرنامج.
3- تحديد الأهداف الإجرائية: وهي الأهداف السلوكية التي يمكن قياسها. حيث يتم تحويل الهدف العام إلى مجموعة من الأهداف الإجرائية التي تحتوي كل منها على نقطة واحدة بسيطة يمكن قياسها.
4- تحديد المحتوى وتنظيمه: بناء على الأهداف العامة والإجرائية التي تم تحديدها، يتم تحديد واختيار المحتوى من مصادر مختلفة دون الاعتماد على مصدر واحد. وبعد ذلك يتم تنظيم المحتوى بإحدى الطرق المعروفة: الطريقة المنطقية (مثل الانتقال من الأسهل إلى الأصعب ومن المعلوم إلى المجهول) أو الطريقة التاريخية (كالانتقال من الأحداث القديمة إلى الجديدة) أو الطريقة السيكولوجية (التي يراعى فيها خصائص المتعلمين) أو الطريقة الذاتية (وهي إعطاء الفرصة للمتعلم للتحكم في تنظيم البرنامج وترتيبه وفقاً لقدراته واحتياجاته).
5- تحديد المتطلبات السابقة: أي تحديد المهارات والمعارف التي يجب أن تتوفر في المتعلم قبل استخدامه للبرمجية. مثل مهارة استخدام الحاسب الآلي أو مهارة اللغة.
6- التقويم البنائي: وهو التقويم المستمر لكل خطوة من الخطوات التي ينتهي المصمم من إعدادها حيث يتم عرضها على مجموعة من الخبراء في المادة مثل المعلمين والمتخصصين في مجال التصميم التعليمي.
ثانياً: مرحلة التصميم
1- إعداد السيناريو في صورته الأولية: ويتضمن السيناريو كل ما يظهر على الإطار / الشاشة في لحظة معينة من صورة، ونص مكتوب، ورسوم متحركة وثابتة، ولقطات فيديو.
2- تصميم الإطارات/الشاشات: وهو كل ما يظهر أمام المتعلم في لحظة معينة، وسوف يتفاعل معه، وكل القوائم والأزرار المرسومة. وعند تصميم الشاشة يجب مراعاة المعايير الفنية والتعليمية معاً حتى تخرج بصورة لائقة وبسيطة. ويجب أيضاً تحديد كيفية التفاعل بين المتعلم والبرنامج (هل من خلال الضغط على زر أو على أحد مفاتيح لوحة المفاتيح).
3- تحديد أنماط الاستجابة والتغذية الراجعة: أي تحديد طريقة استجابة المتعلم (بالفأرة – بلوحة المفاتيح – بلمس الشاشة). وكذلك تحديد نمط التغذية الراجعة (يتم إبلاغه بصحة إجابته أو خطئها فقط أم سيتم التعليق عليها).
4- التقويم البنائي: حيث يتم في كل خطوة من خطوات تصميم السيناريو ويتم التعديل والتطوير بناء على آراء المختصين، ثم يتم وضع السيناريو في صورته النهائية.
ثالثاً: مرحلة الإنتاج والتوزيع:
1- تحديد متطلبات الإنتاج: حيث يتم تجهيز الأدوات والأجهزة اللازمة لذلك وتحديد برنامج التأليف المناسب مثل PowerPoint, FrontPage
2ـ تجهيز الوسائط المتعددة المطلوبة: وذلك بجمع الجاهز منها وانتقائها من الإنترنت أو بإنتاجها بدقة إن لم تكن متوفرة. وتوضع كل الوسائط (الجاهزة والمنتجة) في مجلد واحد "Folder" حتى تسهل عملية الإنتاج. ومن جانب آخر يتم وضع هذا المجلد مع البرنامج في نفس وسيلة التخزين (القرص المضغوط مثلاً)
3- إنتاج البرنامج في صورته المبدئية: وذلك بتصميم الإطارات إطار بإطار مع ربط الإطارات والتفرعات.
4- التقويم البنائي للبرنامج: بعد الانتهاء من تصميم البرنامج في صورته الأولية يتم عرضه على المختصين وإجراء التعديلات. ويتم تجريب البرنامج على عينة مماثلة للعينة المستهدفة بهدف جمع آرائهم وإجراء التعديلات اللازمة.
5- البرنامج في صورته النهائية: يتم تجربة البرنامج على بعض أجهزة الحاسوب الأخرى للتأكد من عمله مع إجراءات التعديلات عند اكتشاف أي خطأ. وهكذا أصبح البرنامج جاهزاً في صورته النهائية.
6- النشر والتوزيع: يتم نسخ البرنامج على أقراص مدمجة CD ROM مع ضرورة كتابة البيانات التالية على القرص:
- اسم مؤلف البرنامج
- عنوان البرنامج أو المقرر التعليمي أو الوحدة التعليمية
الفئة المستهدفة من البرنامج
- نظام التأليف المستخدم
كما يكتب داخل غلاف القرص المدمج:
حجم الملفات التي يتكون منها البرنامج
طريقة وخطوات تشغيل البرنامج أو ملف معين
البرمجيات المطلوبة لتشغيله (مثلاً:Real Player, Media Player)
وبذلك يكون البرنامج جاهزاً للنشر.
رابعاً: مرحلة التنفيذ:
ينبغي أن تكون لدى المعلم الذي يقوم بتنفيذ البرمجية خبرة بالنظام المقترح لتنفيذ البرمجية,
بعد الانتهاء من تنفيذ البرمجية بالكامل يقوم المنفذ بتجريبها ككل؛ وذلك عن طريق تشغيلها وعرضها على التلميذ ليحكم عليها من وجهة نظره وذلك لاكتشاف أي أخطاء, أو تعديلات ينبغي أن يقوم بها, وبعد الانتهاء من كتابة التدريبات فإنه يقوم بتشغيل البرمجية لمشاهدة هذا الجزء الخاص بالتدريبات وفي هذه الحالة يقوم المنفذ بالإجابة الصحيحة عن جميع الأسئلة وتسجيل أي ملاحظات تتعلق بهذا المسار, ثم يقوم بتنفيذ البرمجية مرة ثانية, متخذاً مساراً مختلفاً؛ مثل الاستجابة خطأ عن كل سؤال في أول محاولة
وفي المحاولة الثانية يستجيب بطريقة صحيحة, ومساراً آخراً مثل الاستجابة خطأ في المحاولة الأولى والثانية. والهدف من اختبار المسارات المختلفة للبرمجية هو التأكيد من خلو البرمجية من أي أخطاء أو سوء تقدير.
بعد الانتهاء من مراجعة البرمجية من قبل المنفذ؛ ينبغي أن تراجع مرة ثانية من قبل معد السيناريو, وكذلك مصممها؛ للتأكد من أن البرمجية تعمل بالطريقة التي حدداها وبالشكل الذي يرغبان فيه. وفي بعض الأحيان قد تجرى بعض التعديلات التي لم تكن موجودة أصلاً في التصميم أو في السيناريو, ويكون سبب ذلك: أن الإخراج النهائي للبرمجية قد كشف عن أشياء لم تكن في الحسبان أثناء التصميم وإعداد السيناريو, وهكذا يستمر التفاعل بين المنفذ أو المبرمج من ناحية, ومعد السيناريو ومصممها من ناحية أخرى, إلى أن تصل البرمجية في حالتها النهائية إلى شكل مستقر ومقبول.
خامساً: مرحلة التجريب والتطوير:
ينبغي أن تعرض البرمجية التي يتم إعدادها على عدد من الموجهين والمعلمين, وكذلك تعرض على خبراء المناهج وطرق التدريس, وأساتذة علم النفس التربوي, إضافة إلى عرضها عملياً على عينة من التلاميذ تمثل المجتمع الأصلي الذي ستطبق فيه هذه البرمجية, وفي ضوء مقترحات الموجهين والمعلمين وخبراء المناهج وطرق التدريس, وكذا أساتذة علم النفس التربوي؛ وذلك من خلال قوائم التقويم المعدة لهذا الغرض, وفي ضوء مواقف عينة التلاميذ والطلاب؛ ويجرى مزيد من التعديلات على البرمجية إذا لزم الأمر, إلى أن تصل إلى مستوى يسمح بنشرها وتعميمها على نطاق واسع.
المنهج التكنولوجي
عائض محمد صالح الذروي