التصميم التعليمي



بسم الله الرحمن الرحيم
                    
               
                       المملكة العربية السعودية                                                          
                          وزارة التعليم العالي                                              
                          جامعة الملك خالد
                           كلية التربية بأبها                                                                                                     
                     قسم المناهج وطرق التدريس
                            


إعداد الطالب : ملهي حسين حسين حاوي
433818740
إشراف الدكتور/ عبد الله محمد آل محيا


المقدمة
                    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين  وبعد :
                    مع تطور هذا العصر وانتشار الحاسوب التعليمي أصبح لزاما على المعلم أن يتزود بمهارات المصمم التعليمي لكي يتسنى له تصميم المادة الدراسية التي يدرسها وتنظيمها وإعدادها سواء كانت هذه المادة معدة للطالب الذي يدرس في نظام التعليم التقليدي المحصور والمقيد بدوام أو الطالب الذي يدرس في نظام التعليم الذي لا ينحصر بجدران ولا يتقيد بدوام وانتظام كنظام التعليم عن بعد . وهذا يتطلب من وزارات التربية والتعليم في كل مكان العمل على تدريب المعلمين على التزود بمهارات التصميم التعليمي ليواكبوا العصر التقني المتطور الذي يعيشون فيه والذي يعتمد في جوهره على التخطيط والتنظيم .
         لكن هذا العلم قد انبثق كعلم عن العلوم النفسية السلوكية والعلوم الإدراكية المعرفية ، حيث إن العلوم السلوكية هي مجموعة النظريات التي ترتكز على دراسة العلاقة بين المثير الخارجي والاستجابة الملاحظة في البيئة التعليمية ، وقد ساعدت هذه العلوم التصميم التعليمي على التعرف إلى كيفية هندسة مثيرات البيئة التعليمية وتنظيمها بطريقة تساعد المتعلم على إظهار الاستجابات المرغوب فيها التي تعبّر في مجموعها عن عملية التعلم .أما العلوم الإدراكية المعرفية : فهي مجموعة النظريات التي تركز على دراسة العمليات الإدراكية الداخلية في دماغ المتعلم عند تفسيرها لعملية التعلّم .

       وقد ساعدت هذه العلوم التصميم التعليمي في كيفية هندسة محتوى المادة التعليمية وتنظيمها بطريقة توافق الخصائص الإدراكية المعرفية للمتعلم ، وبشكل يساعده على خزن المعلومات في دماغه بطريقة منظمة ، ثم مساعدته على تبصر الموقف وإدراك علاقاته وحل مشكلاته .

        ونتيجة للنمو المتزايد في الميدان التربوي بشكل ملحوظ وتنوع الأفكار والنظريات التي حوت بداخلها العديد من الأفكار والتي كان من الصعب على الممارسين للعملية التعليمية أن يطبقوها على أرض الواقع . من أجل ذلك رأى العلماء ضرورة وجود علم رابط يربط بين النظريات التربوية من جهة وبين تطبيقاتها في الواقع من جهة أخرى، من هنا ظهرت فكرة تصميم التعليم، و سمي هذا العلم حينذاك بعلم حلقة الوصل أو العلم الرابط.

وفى السبعينيات من القرن الماضي التقي علم " تصميم التعليم " مع " مجال تكنولوجيا التعليم " ، وحينها تبلورت الأفكار التربوية المختلفة كما دعت الحاجة إلى ضرورة دمج التقنية بالتعليم.
       ومن هنا نجد أن عملية التصميم التعليمي تساعدنا على أن نقوم بالعملية التعليمية بطريقة تجعل كل منها يستند على بعضه البعض، بحيث تكون مخرجات كل عملية مدخلات للعملية التي تليها، أي نحدد أهدافنا بناء على المشكلات التي تواجهنا ثم نقيس مدى تحقق هذه الأهداف من أجل عمليات التحسين والتعديل الكاملة، كما نعمد إلى اختيار الإستراتيجية والتقنية الملائمة لهذه الأهداف ومن ثم نقوم بتجميع ذلك وضمه في قالب واحد حتى نحصل على المنتج النهائي .

















مفهوم  تصميم  التعليم
تصميم التعليم :
تصميم التعليم , كما يصفه (Briggs) نقلاً عن (الروقي – 2005) 
عملية متكاملة لتحليل حاجات المتعلم والأهداف وتطوير الأنظمة الناقلة لمواجهة الحاجات والاهتمام بتطوير الفعاليات التعليمية وتجريبها وإعادة فحصها.
وقد عرف الصالح ( 1422هـ-ص6) التصميم التعليمي بأنه " إجراء منظم لتطوير مواد وبرامج تعليمية يتضمن خطوات التحليل، والتصميم، والتطوير، والتنفيذ، والتقويم .
                                                                    أهمية التصميم التعليمي
1-تحسين الممارسات التربوية باستعمال نظريات تعليمية أثناء القيام بعملية التعليم بالعمل.
2- توفير الجهد والوقت.
3- استعمال الوسائل والأجهزة والأدوات التعليمية بطريقة جيده.
4- إيجاد علاقة بين المبادئ النظرية والتطبيقية في المواقف التعليمية.
5- اعتماد المتعلم على جهده الذاتي أثناء عملية التعلم.
6- تفاعل المتعلم مع المادة الدراسية.
7- توضيح دور المعلم في تسهيل عملية التعلم.
8- تفريغ المعلم للقيام بواجبات تربوية أخرى إضافة إلى التعليم.
9- التقويم السليم لتعلم الطلبة وعمل المعلم.
خطوات التصميم التعليمي
      لقد أصبح التعليم علماً يجب معرفة أصوله وأساليبه وإستراتيجياته ليحقق أهدافاً محددة بدرجة عالية من الإتقان ؛ مما أدى إلى أهمية التعرف على الطرق التي يمكن بها تصميم التعليم تصميماً نظامياً يؤدي إلى تكييف العملية التعليمية لتتناسب واحتياجات المتعلمين وقدراتهم وميولهم .
وتتكون مراحل تصميم التعليم من عدة خطوات تتشابه مع بعضها في معظم النماذج  وغالباً تشمل هذه الخطوات المراحل التالية :
1-   مرحلة التحليل : وتتناول تحليل كل من( الاحتياج ، الأهداف ، خصائص المتعلم المادة العلمية والبيئة التعليمية ) .
2-  مرحلة الإعداد والتطوير: وتتناول  إعداد الإستراتيجية التعليمية واختيار المادة العلمية واختيار الوسائل التعليمية والطرق والإمكانات اللازمة وأدوات التقويم .
3-   مرحلة التطبيق والتجريب  وتتناول : التطبيق الفردي  ثم مع مجموعات صغيرة  ثم في مكان الاستخدام .
4-   مرحلة الاستخدام ( التعميم ) : تتناول استخدام المنتج مع مجموعات كبيرة.
5-  مرحلة التقويم :وتتناول تقويم البرمجية وتقويم تحصيل المتعلم  وتقويم الخطة التعليمية ككل.

إرشادات تصميم البرمجيات التعليمية
تتصف البرمجيات التعليمة الجيدة بخصائص وصفات تتناسب والأهداف التربوية المرغوب تحقيقها لدى فئة الطلبة المستهدفة نقدمها فيما يلي في صورة إرشادات ينبغي أتباعها عند تصميم البرمجية التعليمية  ، وهي على النحو التالي :
1-   وضوح العنوان : يجب أن تبدأ البرمجية بعرض عنوان الدرس ليسهل على الطالب التعرف على الموضوع المراد تعلمه .
2-   وضوح الأهداف التعليمية : يجب أن تحتوي البرمجية  على الأهداف السلوكية المراد تحقيقها وأن تكون مصاغة بوضوح ومرتبطة بالمادة العلمية التي تحتويها البرمجية .
3-   وضوح التعليمات والإرشادات التي يجب أن يتبعها المتعلم لاستخدام البرمجية التعليمة وذلك بأن يكون هناك تفسير للرموز والمفاتيح المستخدمة في البرمجية أن وجدت .
4-   مراعاة الفروق الفردية للمتعلمين :  ويتم ذلك من خلال مراعاة خصائص المتعلمين المقدمة لهم هذه البرمجية في مرحلة التحليل أحدى مراحل تصميم البرمجية التعليمية .
5-   تشويق المتعلم ومشاركته :يجب أن تحتوي البرمجية على الوسائط المتعددة التي تجذب المتعلم  وتجعله متفاعل بنشاط أثناء عملية التعلم .
6-   الابتعاد عن الحشو اللغوي الذي يؤدي إلى الملل  : يجب أن تكتب المادة التعليمية بوضوح ودون تكرار وبأسلوب شيق بعيداً عن الرتابة والملل .
7-    تفعيل دور الطالب :يجب أن يكون دور الطالب بارز وكبير من خلال  ماتحويه من اختبارات وتدريبات وأنشطه وعرض بعض المثيرات التي تشجع الطالب على قراءة المادة التعليمية المعروضة .
8-    تنوع الاختبارات والتدريبات  : يجب أن تحتوي البرمجية على أنواع مختلفة من الاختبارات التي تناسب أهداف البرمجية .
9-    التحكم بالشاشة : من خصائص البرمجيات التعليمية الجيدة أن يتحكم الطالب بالبرمجية من حيث الانتقال من شاشة إلى أخرى حسب رغبته والخروج من البرمجية متى أراد ذلك .
10-       التغذية الراجعة : توفر البرمجية التعليمة الجيدة تغذية راجعة فورية للمتعلم سواء كانت إجابته صحيحة أو خاطئة .
11-   التعزيز : يعد التعزيز شكلا من أشكال التغذية الراجعة ويكون على شكل ألفاظ ( صح ، أحسنت ، ممتاز ...) ( الهرش وآخرون ،2003م ،ص74-77

                                                أسس و مبادئ التصميم التعليمي الشامل
             يعتمد التصميم التعليمي الشامل على سبعة مبادئ. أربعة منها تتعلق بالأنشطة والمواد التعليمية. أم الثلاثة الباقين فيتعلقون بالأجواء التعليمية[. بالنسبة للأنشطة والمواد التعليمية، فيجب أن تكون:
المبدأ الأول: سهلة المنال و منصفة 
المبدأ الثاني: قابلة للتكيف 
المبدأ الثالث: مباشرة ومتناغمة باستمرار 
المبدأ الرابع: مفسرة وواضحة 
أما المبادئ المتعلقة بالأجواء التعليمية فيجب أن تكون:
المبدأ الخامس: داعمة للمتعلمين 
المبدأ السادس: تحد من الاعتماد على المجهود الجسدي 
المبدأ السابع: تناسب المتعلمين وتعتمد على أساليب تعليمية مختلفة. 



                                                      ركنا تصميم المحتوى التعليمي
إن استخدام نظريات ونماذج التصميم التعليمي في تصميم المحتوى يقوم على ركنين متتابعين : 
الأول : تحليل المحتوى التعليمي 
الثاني : تنظيم المحتوى التعليمي 
أما تحليل المحتوى فهو أسلوب يعمل على تحديد المهمات الفرعية المطلوبة من المتعلم لتحقيق الهدف التعليمي . ويشمل ذلك عدة مراحل : 
1-
التعرف إلى مكونات المحتوى التعليمي( يتكون المحتوى عادة من أركان أربعة رئيسية : الإجراءات ، المفاهيم ، المبادئ ، الحقائق.
2-
التعرف إلى العلاقات التي تنظم هذه الأركان الأربعة ليمكن التحكم فيها .
3-
التعرف إلى طريقة تحليل المحتوى .
4-
الانخراط الفعلي في تحليل المحتوى وموضوعاته .
أي أن تحليل المحتوى التعليمي هي عملية يتعرض واضع المادة التعليمية من خلالها إلى محتوياتها من ناحية ، وخصائص الفرد المتعلم العقلية ، وقدرته الإدراكية وخبراته السابقة وكيفية تعلمه من ناحية أخرى بهدف تهيئة الطريقة المثلى له في التعلم . وتهدف العملية إلى التعرف على ما يشتمل عليه المحتوى من معرفة ومعلومات ثم تنظيمها بطريقة تتفق وخصائص الفرد المتعلم . 
الثاني : تنظيم المحتوى التعليمي
ويشمل المراحل التالية : 
1-
التسلسل الذي يبدأ من العام إلى الخاص  .
2-
التسلسل الذي يبدأ من السهل إلى الصعب .
3-
التسلسل الذي يبدأ من المألوف إلى غير المألوف وهذا يعتمد على الخلفية المعرفية للطالب  .
4-
التسلسل الذي يبدأ من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية ، ويقصد بالأهمية درجة ارتباط المفهوم المتعلم بالهدف التعليمي المنشود من ناحية ، ودرجة ارتباطه بواقع المتعلم وبيئته من ناحية أخرى .




لا تعليقات على : "التصميم التعليمي"

إرسال تعليق